الاتحاد المحلي للمكفوفين بمنزل جميل

        يوجد في منزل جميل عدد محدود من فاقدي البصر سواء كان ذلك نتيجة لضعف طبيعي أو إثر حادث عرضي  بسبب مخلفات الحرب العالمية الثانية خاصة كما يرجع السبب في حالات معينة إلى الجهل و الفقر و سوء العناية بالأطفال من طرف الجيل السابق خصوصا و قد كان قدر فاقدي البصر  أن يكونوا حفظة للقرآن أساسا و لم يمنعهم ذلك من التفوق فنجد منهم المقرئين مثل الشيخ حمده الساحلي رحمه الله و له تسجيلات بالإذاعة و التلفزة التونسية منذ إنشائها و الحاصلين على شهادة التطويع من جامع الزيتونة المعمور مثل الشيخ الهادي بن دولات رحمه الله و الأئمة مثل الشيخ عبد الله الزموري  رحمه الله  و الشيخ عمر بوكوم إمام الخمس الحالي بجامع بوصعنون و غيرهم ممن يشتغلون عمالا بالمقاسم التلفونية أو المهن الحرة .
أول من تعلم كتابة براي
      روى لي السيد محمود بوكوم في أمسية قضيناها معا في دار 7 نوفمبر للمكفوفين بالرمال قال:"كان ذلك يوم 16 ماي 1952  فقد كان لنا معلم شاب يسمى  محمد الراجحي  بمدرسة بورقيبة (حاليا)وكنت  قد أصبت  في عيني بسبب تعنيف صديق لي   و صرت مع أخي عمر أعميين  غير أنني بقيت أتردد على المدرسة  ما دامت في عيني بقية من إبصار  و قد لاحظ المعلم ذلك  فكان يطردني بعنف و ينهاني عن المجيء  و لما تماديت في القدوم و تنسم الأخبار  و الحلم باللأراجيح زمان الراحة بين الساعات ، رق قلبه  و استقبلني بالمدرسة و  صار يلاطفني و علمني و أخي عمر فك الحروف بطريقة براي في دار  المكي ساسي  (الخضراوي حاليا) في الزنقة المؤدية إلى المدخل الخلفي للولي سيدي الجميلي و كان يقول لي  أريد أن أعلمك لتستطيع الكتابة و القراءة كالمبصرين و لتدخل الإدارة و تصبح إنسانا ذا شأن  عاليا عاليا . و قد وثقت جريدة la Depeche Tunisienne الحدث و ملأ صداه البلاد . و بعد ذلك حدث أن انتقل معلمي  إلى تونس العاصمة  بنهج دار الجلد  ببير الأحجار  حيث اكترى دارا يعلم بها الأطفال  العميان مثلي و مثل أخي عمر  في أوقات الفراغ و لكن  الباي هدده  بالنفي إلى مدنين إن هو تمادى في فتح عيون  العمي من الشعب التونسي .  و حين انتقلت إلى  فرع جامع الزيتونة  بجامع الربع  ببنزرت حيث درست 5 سنوات لم يرض سوى مستشرقين ( درسا العلوم بالمشرق = أزهريان) هما  السيدان  ابراهيم الحفصي  و محمد السباعي  إذ قبلا أن  أنجز الامتحانات  بطريقة براي لأنهما كانا من ذوي الالمام و الاهتمام بها .و ها أنا الآن اتقنها كتابة و قراءة ".
     أما أخوه عمر فقد حفظ القرآن الكريم  في سن 13 سنة  مثله  و كان متميزا ذكيا  و قد كون  أول جمعية للتمثيل بمنزل جميل سنة 1952  و قد  قال لي  أنهم جاؤوا  بالفنان رضا القلعي  في حفلة بدار بوسنينة  سنة 1952  و كان ممن ساهموا في الحركة الوطنية  بكتابة المناشير  و توزيعها للتوعية و إنهاض الهمم  فكان يستغل طابع الجمعية   فيكتب فيه  اسم المناضل المغوار  الساسي الأسود   عوضا عن شعار الجمعية لأنه كان مرهوبا مخوف الجانب و مما كتب فيها  :
                                                   كلكم راع مسؤول     فاتركوا التبغ و الكحول
      و كان حافظ الكتب  بمكتبة الشباب بمنزل جميل التي كان مقرها  بسيدي عبد القادر عمل حافظ مكتبة  الطباعة و النشر  بطريقة براي و كان له فضل إخراج أول مكتوب بالجمهورية  التونسية
 بطريقة براي  فقد  ساهم في تكوين مكتبة  المكفوفين و إثرائها  و من ذلك كتابته للمصحف الشريف  و الكتب المدرسية التي يتعلم بها الكفيفون  في البلاد التونسية .
     فقد
ذهب إلى مصر في الستينات و و نال شهادة في الطباعة و النشر بطريقة براي و تخصص في الرعاية الاجتماعية العامة  للمكفوفين  مع شخص آخر يدعى السيد عبد المجيد غلالة  ثم عمل موزع هاتف بالمستشفى الجهوي ببنزرت إلى أن بلغ سن التقاعد سنة 1991 و في سنة2002 عاد للاستقرار بمنزل جميل و صار إمام خمس منذ مارس 2004 سدا للشغور الحاصل.
    و هو من مؤسسي الاتحاد القومي للمكفوفين الذي تخلى عنه سنة 1968  و خير بين  أن يكون مرشدا اجتماعيا  أو التلفون  فخير الثاني و أصبح يتندر أسفا على الثقافة  التي عانى من أجلها قائلا " الثقافة لكل Allo oui "
من أنشطة الاتحاد المحلي للمكفوفين بمنزل جميل
    و يسعى الاتحاد المحلي للمكفوفين إلى العناية بالمنخرطين فيه من ذوي الإعاقة وتشغيلهم .  و قد أُنْجِز من أجلهم و من أجل كل المكفوفين محل يستقبلهم و يرفه عنهم و يسعى إلى إدماجهم مع الأسوياء بمقر موجود في منطقة الرمال قرب البحر و وسط الغابة كما تظهر ذلك الصورة

دار 7 نوفمبر للمكفوفين

تعريف بالدار

التسمية=

دار 7 نوفمبر للمكفوفين

الموقع الجغرافي=

ولاية بنزرت .معتمدية منزل جميل 7080. غابة الرمال قرب  مضيف الشباب و المعهد الأعلى  للصيد البحري و تربية الأحياء المائية .
طبيعة المشروع و كلفته=

* مشروع رئاسي كلفته 65 ألف دينار

تاريخ المؤسسة=

*وضع الحجر الأساسي  سنة 1975
*و سنة 1980 بني في شكل فضاء واسع مغطى  استغل لصنع أدوات التنظيف .
*ناضل مديره من أجل تحسينه  ليصبح  أول  دار  لترفيه المعاقين و إدماجهم  مع الأسوياء  في العالمين العربي و الإفريقي .

مهام المؤسسة=

* ترفيه المعاقين و إدماجهم  مع الأسوياء.

مدير المؤسسة =

* السيد محمود بوكوم ( وهو حاليا المدير الجهوي لاتحاد المكفوفين ببنزرت)

 العنوان=

 دار 7 نوفمبر للمكفوفين 7080 منزل جميل الرمال

 

الجمعيات و المنظمات
الجمعية القرآنية
الكوكب الرياضي
مركز الأمل
صالون قرأت لك
الاتحاد المحلي للمكفوفين
فوج منزل جميل للكشافة
جمعية أحباء غابة الرمال
مهرجان الرمال بمنزل جميل

الصفحة السابقة

طبع الصفحة

الصفحة الرئيسية | صور | غابة الرمال | الفضاء | التاريخ | من أنا؟ | عائلتي | عائلات منزل جميل | المعالم الدينية | أمثال و أقوال | المنظمات و الجمعيات | المؤسسات | الثقافة و الفنون | ناس مروا | المتحف | راسلونا

Copyright 2012©2015 leplacartuel.com