المطارد

      عرفت طباخا نزح من عين دراهم إلى تونس ليعمل في أحد مطاعم النزل السياحية...لقد عمل فعلا مدة في نزل بالحمامات، لكن لم يحالفه الحظ و لم أكن أدري السبب الحقيقي الذي جعله لا يقبل إلا لدى المطاعم الشعبية المغمورة متنقلا من رديئها إلى الأردإ، حالما بفتح مطعم بالعاصمة تونس أو بإحدى المدن الكبرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
      التقينا أول مرة  في ملتقى قومي للجوالة  عندما  كنت منتميا إلى إحدى العشائر الكشفية .إذ كانت لنا فترات  راحة نتجول  أثناءها  في غابة برج السدرية  بكل حرية . كنا شبانا . و كنا نستغل تلك الفسحات  للذهاب إلى المطبخ و هو عبارة عن  خيمة كبيرة  واسعة كان ممنوعا علينا  أن ندخلها ... و كان الطباخ حين تعارفنا  يدخل من حين  لآخر  فيخرج لنا خبزة و معجونا و غلالا نلتهمها قبل أن نعود إلى خيامنا فرحين و قد امتلأت بطوننا أكثر من غيرنا ..
     لم يكن يفعل ذلك حبا لنا  و إنما كان يستغلنا فنعين مساعديه في تقشير البطاطا و البصل و الجزر  أو قص الخضر و السلائط في الهواء الطلق ... كنا نعمل . و نأكل . و نضحك  باستمرار . و ننصت  إلى حكايات الطباخ و نحن نمسح  عيوننا و أنوفنا و عرقنا المتصبب من أجبنتنا  بزنودنا .
     كان يقص  علينا مغامراته  عبر الحدود  الجزائرية . فكان يقول لنا :"أنا أعرف السبل و كل شعاب الجبل معرفة  جيدة . و يمكنني أن أهرب طنا من "المارلبورو" و الطماطم المعلبة و أن أعود و معي برميلان من البنزين من الجزائر و لا يدوم ذلك أكثر من ساعتين حين أمر عبر "ببوش" ... أنا خبير  بمسالك الغابة  بين أشجار الزان و الفرنان  و بلوط الفلين . أدخل و أخرج دون أن يحس بي أحد  . أبيع و أشتري و أكسب مالا وفيرا ..."
     كنت أعرف أنه يكذب لأنه أعجز من أن يفعل ذلك  و لو كان  ناجحا  في التهريب  لما جاء إلى هنا ليعمل .و لا أصدق مما يقول سوى قوله إنه طباخ ماهر  فقد كان  طبخه لذيذا . و لقد ذكر أن الأرز يمكن طبخه حسب إحدى و خمسين طريقة ...
     حين تسمعه يتحدث عن أي شيء له علاقة بموطنه عين دراهم فثق أنه يكذب و لا تصدقه حين يقول :إنه  الوحيد المختص في شي  الخنازير البرية التي يصطادها  الصيادون في جبال عين دراهم لأنه لا يعلم غيره سرا أخبرنا ب÷ حين قال لنا :" إذا لم تستخرج  عصب العمود الفقري  للخنزير فإن حطب الغابة كلها لن يكفي لإنضاجه " و كان يردد دوما :" إن السواح الذين  يأتون إلى طبرقة و عين دراهم  إنما يأتون  ليتلذذوا بشوائي  ، و لا تظنوا أنهم يأتون لغير ذلك " .
     تعجبنا لما قال ؛و أكبرنا خبرته ؛فزاد حبه لنا ؛ و دخل إلى المطبخ ؛ و جاء بخبزة و علبة جبن أكلناها ...       عندما كنا نأتي لأخذ الطعام  كان يزيدنا مقدار  مغرف كبير؛فكان أفراد عشيرتنا يأكلون و يشبعون علىى خلاف بقية أفراد العشائر الأخرى . و لذلك صار قائد عشيرتنا يولينا هذه المهمة  دون الآخرين  و يسمح لنا من حين  لآخر  بالجلوس قرب الطباخ  و إعانته؛ فتوطدت علاقتنا به و خصوصا أنا ...
     لم أكن أتصور يوما أنني سأعمل  معينا لطباخ بأجر و لكنني عمات في نفس تلك الصائفة ...ففي إحدى الجلسات قال الطباخ  بعد أن تعارفنا  و أصبحنا نتبسط في الحديث إنه سيأتي إلى  غابة الرمال للعمل من أول أوت إلى  منتصفه في المخيم الجهوي لأفواج جهة توزر ؛ اقترح علي أن أعمل معه  إن كانت لي رغبة  في ذلك ، فوافقت ،إذ لم يكن لدي  ما أفعله  بعد هذا الملتقى  ،فأنا في عطلة سوف تستمر إلى مفتتح السنة الجامعية في أواخر أكتوبر فوافقت. 
                                                    ***
      وصلت إلى مركز التخييم و التربصات بالرمال  في أول يوم حل فيه المخيمون من جهة توزر ؛و تعرفت  على القادة  و شرح لنا قائد الفوج أنه ينبغي علينا أن  لا نجوع  الكشافين و لا أن نلقي  بالطعام في المزابل  لتلتهمها الخنازير البرية التي تحوم حول المكان. وبعد ذلك استلمنا أثاث الطبخ بعد أن أمضى القائد وثيقة الاستلام  و أخذ نسخة و سلم  إلى  مدير مركز التربصات و التخييم نسخة . ثم حملنا الأثاث المتمثل في: قصعة كبيرة و قدرين و سطلين و مغرفة و ملاعق و شوكات و مقلاة عملاقة و أطباق و مجموعة من السكاكين الكبيرة و الصغيرة  و أوان أخرى  لملء الماء و القهوة  و لقد كانت كلها  جديدة لامعة حملتها فرحا إلى المطبخ .    في مركز التربصات بالرمال كانت الأمور أفضل مما شاهدناه في برج السدرية  فالمطابخ ليست عبارة عن خيام منصوبة و إنما هي غرف مبنية لكل منها مفتاح خاص لا يفتح أي باب من الأبواب الأخرى ... رتبناه ثم عدنا إلى الخيمة حيث ننام  بعد أن نتم  عملنا أنا و المعين الثاني و الطباخ ...
     في كل صباح كنا نحضر القهوة و نوزعها ثم نغسل الأواني  و نبدأ مباشرة  في تقشير الخضروات استعدادا لتهيئة الفطور . ثم نغسل الواني بعد أن نطعم فرق الأشبال و الزهرات أولا ثم الكشافون و المرشدات ثانيا ثم الجوالون و الدليلات و القادة المشرفون و أخيرا نحن كالأم التي لا يحلو لها الطعام إلا بعد أن ترى أطفالها قد شبعوا .
     بعد أن نغسل الماعون عادة ما كنا  نذهب إلى البحر و نغتسل ، و بعد ذلك نستمتع بقيلولة في خيمتنا المنفردة إلى الساعة الرابعة :ساعة الشروع في إعداد العشاء في حين يوزع أحدنا على الكشافين لمجة  هي عبارة عن خبز و جبن أو شكلاطة . و في كل ليلة كنا نطبخ شايا نوزعه ثم نسهر متجولين بين الفرق ...
     كان كل شيء مضبوطا بوقت محدد
*الساعة السادسة:نهوض لإحضار القهوة
*الساعة السابعة و النصف: قهوة
*منتصف النهار : فطور
*الساعة الرابعة : لمجة
*الساعة الثامنة :عشاء
      التزمنا بهذا الوقت كل الالتزام كأننا جنود في ثكنة و لذلك كانت الأيام تمر بسرعة  ؛فقد كنا  منهمكين في العمل و الحكايات حتى قيل لنا غدا نعود إلى توزر؛ فاستعدوا لسهرة نار المخيم .
      في الليل حضرنا سهرة نار المخيم ؛ تركنا  الماعون متسخا مكدسا في المطبخ و أحضرنا الشاي ؛ و خرجنا إلى ساحة رملية واسعة تبدو على أطرافها الأشجار المشرئبة كالجنود تحمي الخيام تحتها من لفح الهجير في النهار و تحرص على تعليم الكشافين السمو و العلا و قد توسط الساحة كوم من الحطب معد للسهرة . كنا نتفرج في الظلام مرهفين السمع : أنا و الطباخ و المعين الثاني .
    توزعت الفرق المشاركة  طلائع  في أنحاء الغابة و قد نزع كل فرد منديله من رقبته و غطى به  رأسه اتقاء لصقيع الليل و عقدعقدة متينة فوق أذنه اليسرى ؛ و راحوا ينصتون في انتباه.
     ران السكون لحظة ؛فانطلقت أصوات القادة تشق صمت الليل:
ـ يا من في المخيم    هلموا نصطل
        حول هذه النـــــــار
        فتردد الغابة أصداء أصواتهم الرخيمة الممتدة  المخترقة عنان السماء في مهابة و جلال . و الكشافون ينصتون في مهابة و خشوع  نداء القادة الشبيه بالوحي و الإلهام ؛أوقدت النار و علا لهيبها   فسمت أرواح الكشافين و عادوا أنقياء كأنما ولدوا من جديد . ثم نودوا فجاءت كل فرقة تقلد صوتا من أصوات حيوانات الغابة و دخلوا ساحة  نار المخيم مهرولين  يتصايحون صيحات بدائية في فرحة و حبور  و طافوا حول النار  دورات عديدة دون أن تفتر أصواتهم كأنما هم أفراد قبيلة بدائية تؤدي طقسا دينيا.
      لقد كان منظرا بديعا أبهجنا و خصوصا منظر الأشبال و الزهرات المتطايرين في خفة كأنهم العصافير في زيهم الكامل و قد  لفوا رؤوسهم الصغيرة بمناديلهم الكبيرة.
      بدأت السهرة ؛فقدمت كل فرقة برنامجها ...فشاهدنا تمثيليات و أناشيد و رقصات ،و سمعنا نكتا و صيحات و لعبنا حتى الطباخ ساهم في اللعب و قد سود أحد الكشافين وجهه بدخان إحدى الأواني التي تركناها متسخة في المطبخ حين لاعبه  مدعيا أنه يحدب عليه و يلاطفه  فضحك الكشافون  لمنظره  و استمتعوا بالسهرة في جو من اللهو بريء.
     بعدما وزعنا الشاي على الحاضرين و تمت السهرة عدنا إلى المطبخ و انهمكنا في غسل الأواني و رصفها لإعادتها غدا إلى إدارة مركز التربصات ، و قد عجبت للطباخ ينظر إليها في شغف و يطيل النظر كأنما هو عاشق لها و قد أمرني بإعادة تنظيف بعضها لأن تنظيفي إياها لم يعجبه  على غير عادته فقد رأيته أكثر من مرة يتهاون بالنظافة و لا يعير الأمر أهمية كبرى فلا يهمه أن يزيد للمرق من ما غسل البطاطا بعد تقشيرها و لا يهمه إن كانت الخضر غير مغسولة أبدا إنه وسخ و كم من مرة أضربت عن الطعام متعللا بضعف الشهية و الحقيقة أنني عفت طبيخه  القذر ، و قد ضمرت في هذه المدة لهذا السبب لا غير .
      بقيت بعض المشتريات ؛فترك الطباخ  ما يكفي من حليب و شكلاطة و زبدة و معجون ثم اقتسم  ما بقي من حليب و مقرونة و علب طماطم و هريسة و معجون  بيني و بين المعين الثاني دون أن يغفل عن أخذ نصيبه من الغنيمة التي جوّع الكشافين من أجل استبقائها . قال لنا معلقا على ترددنا في استلام نصيبنا مما بقي :"إنها العادة ؛و هذا جزاء نجاحنا في العمل "...فكان نصيبي أربع علب حليب و حقتي طماطم وحقة هريسة و حقة معجون سفرجل و علبة شكلاطة مرحية و كيلوغرامين اثنين من المقرونة . وضعت نصيبي في أسفل الجراب ؛ثم وضعت فوق كمية  ثيابي المتسخة ؛فلم يبق إلا لحاف و مخدة و ملحفة بيضاء قد تغير لونها من الإستعمال و كثرة الوقوع على الأرض الرملية القذرة ثم نمنا في انتظار الغد .
     لما طلعت الشمس نهضنا و أعددنا للكشافين قهوة الصباح ،و أسرعت إلى المطبخ لغسل الأواني المتسخة .و عندما كنت بصدد غسل الإناء الكبير  الذي أعددنا فيه القهوة ،سمعت صوت القائد يجلجل:"استرح ...استعد ...استرح، كشاف دائما ... فيردد المخيم في صوت واحد :" مستعد" .
     كان ذلك التجمع هو الأخير حول العلم المرفرف لأن الكشافين بعد ذلك هرولوا لتغيير ثيابهم قصد  الذهاب إلى البحر  لتوديعه من الثامنة و النصف إلى العاشرة و النصف: موعد مجيء الحافلة التي ستنقلهم إلى الجنوب .
     و في أثناء ذلك جاء مدير مركز التربصات و قال للمقتصد :" ايتوا بعد حين بالأثاث  لأخذ البراءة التي تؤكد  إرجاعكم كل الأدباش كاملة  دون نقصان".
    عندما كنا نغسل أرضية المطبخ بالماء و الجفال و مسحوق التنظيف ،جاءنا المقتصد يشخر و يلهث : كان بدينا  أسمر قوي البنية  ضخما كفيل ، دخل غاضبا و قال:"تنقص السكاكين و الملاعق و المغرفة الكبيرة و الأطباق و المقلاة الجديدة كل الأثاث من الألمنيوم  الرفيع و لا يقل ثمنه عن مئة و خمسين دينارا" نظر إلي المقتصد  ثم أضاف" كلها جديدة  استلمناها  و أمضيت بيدي تعهدا بارجاعها كاملة سليمة كما استلمتها أول مرة أليس كذلك ألم تكن حاضرا  بنفسك " فأثبت ذلك بايماءة من رأسي؛ثم توجه إلى الواقفين استعدادا للذهاب إلى البحر و صاح في وجه الكشافين في غضب و حنق :" ليأت كل واحد  منكم بجرابه  منظما و من لم يفعل ذلك في ظرف خمس دقائق فلا يفكرنّ  في الذهاب إلى البحر ؛ أوقفوا كل نشاط و ابحثوا عن الأواني و لا تخربوا بيتي و لا تفضحونا أمام من أكرمونا و أعانونا و لم يبخلوا علينا بشيء؛ و لا تتركوا ذكرى سيئة في هذا المكان الجميل." و أضاف قائد الجهة :"  الويل  للفرقة التي سنجد الأواني لديها ؛ سأجمد نشاط الفوج الذي تنتمي إليه  ليس لدينا لصوص في منظمتنا العريقة ، لا تسودوا وجوهنا  مفهوم " ثم صاح :"  استرح ...استعد  استرح ... تفرق  " ؛ فهرول الكشافون في كل الاتجاهات قاصدين خيامهم .
         دخل المقتصد و قائد جهة توزر للكشافة متبوعين بقادة الوحدات بعد أن طلبوا  من الكشافين إحضار كل أدباشهم ؛ و طلب منا قائد الجهة أن نكف عن العمل و أن نعينه في تفتيش جرابات الكشافين  بحثا عن الأثاث الضائع .
      كان المنظرا مخزيا فقد وقف  كل الكشافين الذين ربوا على الصدق و احترام الآخر و أمتعته أمامنا موقف المتهمين فطلبنا منهم إفراغ جراباتهم  كانوا يفرغون جراباتهم  أذلاء، منكسين رؤوسهم،  ناظرين إلى الأرض المتسخة بالرمل الأسود أسفل منهم ؛و قد وجفت قلوبهم و ارتعشت  أيديهم  خوفا من أن يكون أحدهم قد دس لصديقه  ملعقة أو طبقا أو مقلاة على حين غرة  و لو كان ذلك لمجرد المزاح البريء .
     لم نجد في جرابات الكشافين ما كنا نبحث عنه ؛ و لكننا اطلعنا على أسرار الكثير منهم و أحرجناهم إحراجا مهينا . و لما أتممنا هذه العملية طلب قائد الجهة من كل الكشافين لم أدباشهم و إعادة إغلاق جراباتهم  ثم صاح عاليا  بصوته المجلجل :" تفرقوا في كامل أرجاء الغابة  و ابحثوا عن الأواني  و لا تعودوا إلا بها ، و ثقوا أنه لن يذهب  أي  واحد منكم إلى البحر  فبل العثور عليها و تسلم ورقة إبراء الذمة "
     عندما تفرق  الكشافون في أرجاء الغابة  بعيدا عن الخيام المنصوبة  عدنا إلى مطبخنا لإتمام تنظيفه فدخل علينا المقتصد البدين  و هو يصيح مزبدا :" يا ويل من وجدت  عنده الأواني . تنقتله".
      نظرت إلى الطباخ .فرأيت وجهه قد امتقع لونه ...أما أنا و المعين الآخر فكدنا نسقط من الخوف : نحن لصوص ...أنا لص ! سوف يفتضح أمر الحليب و المقرونة  و بقية السلع . الخبيث لم يأخذ شيئا...بل اقتسم بيني و بين المعين الثاني ما بقي ؛ لقد وضعنا في فوهة المدفع ... لعله خاف علينا و لذلك امتقع لونه ... إن اكتشف أمرنا ماذا عساني أقول و بماذا أبرر فعلتي المنكرة ؟ أنا الكشاف  الذي يضرب بي المثل  في التحلي بالقيم الكشفية  ... ها أنا أقف في قفص الاتهام ...و جريمتي شنعاء  السرقة و الخيانة و الخداع ؟  لقد امتقع لونه لأنه خائف أن نقول الحقيقة لو سألونا  ... و إن سألوني عنها فسوف  أقولها ... لقد خدعنا أمس حين أكد  أن العادة جرت بأن  يستلم الطباخ و معينوه ما يقي من مأكولات و مواد استهلاكية ... لقد خدعنا ؛ إننا في الوحل  فمن ينتشلنا  و من يخلصنا ... و هذا القائد السمين  يزمجر غاضبا :" تنقتله ، فضحنا ، لقد ألقى بنا في هوة  سحيقة ، لا بد من تفتيش كل شيء ... كل  شيء  لنا ... أحضروا أمتعتكم  لم يبق سواكم و قادة الوحدات  لقد صرت أشك حتى في ثيابي التي ألبسها  لا بد من تفتيش الجميع  هاتوا أمتعتكم  الآن و الويل لمن وجدت عنده شيئا من أثاث الطبخ  سأكسر به رأسه .
      نكسنا رؤوسنا و مشينا في ذل للإتيان بأمتعتنا  ؛ فإذا بواحد من الأشبال يأتي مسرعا و هو يلهث و يصيح "  قائد قائد لقد وجدنا كيسا فيه الماعون  . وجدناه مخبا في الغابة  وسط نبات الذرو ...
      فرح القائد بالماعون الموجود  فشكر الأشبال ثم صفر فتجمع الكشافون ليسيرهم قادتهم  نحو البحر . تسمر الكشافون في أماكنهم  ليعرفوا بقية القصة  بينما بقينا نحن في المطبخ   كدنا نتنفس الصعداء  لكن القائد السمين فاجأ الطباخ القابع في زاوية قصية من المطبخ في ذل و مهانة :"  هذا كيسك ... الويل لك إن وجدت  شيئا ناقصا ... تريد أن تفضحنا ... و تتركنا على الألسنة تلوك أعراضنا و شهامتنا ... أهل توزر  سراق ... التوازرة لصوص ... طمعوا في أثاث طبخ جديد فسرقوه ... و الله تنقتلك ... و الله تنقتلك ..." و اندفع القائد في اتجاهه كالبرق  غاضبا جسورا يريد أن  يفتك به لكن اعترضه قائد الجهة و قائدا ن فدفعهما  و كادا يسقطان أرضا  إنه السيل العرم  لن يقف في وجهه شيء إلا دمره و داسه ...
      خنق السمين الطباخ بيده الغليظة حتى امتقع لونه  .ثم  رأيته يحمله بيده  فينفصل عن الأرض و رجلاه مخذولتان  لا تتحركان ... رفعه عن الأرض ثم أنزله في ضجة و عنف وهو يصيح :" تتباسينا ... يا كلب ...!" ثم حمله مرة أخرى  كقشة و خنقه...

 منزل جميل في 6/11/1996

قصص أخرى
أحمد
خضراء الدّمن
الحذاء الأحمر
يحيا الملك ...يعيش الملك
جنازة الطّفل الذي مات
المطارد
الطّرد
قصص للأطفال
الحمار هي هان
القط بش بش
الثّور الشّهيد
من أنا؟
تعريف
قصصي
أشعاري
مسرحياتي
تحقيق
ترجمة
دراسات
مواقع

الصفحة السابقة

طبع الصفحة

الصفحة الرئيسية | صور | غابة الرمال | الفضاء | التاريخ | من أنا؟ | عائلتي | عائلات منزل جميل | المعالم الدينية | أمثال و أقوال | المنظمات و الجمعيات | المؤسسات | الثقافة و الفنون | ناس مروا | المتحف | راسلونا

Copyright 2012©2015 leplacartuel.com